ثمة أسباب عديدة قد تؤدي إلى معاناة مستمرة مع ضعف السمع، منها الضوضاء المفرطة، فقدان السمع، انقباض الأوعية الدموية، والشيخوخة.
وبحسب الجمعية الألمانية لضعاف السمع – يعاني حوالي 15 مليون ألماني من ضعف السمع، وفي حالات عديدة منها، يمكن للمعينات السمعية التقليدية تحسين القدرة السمعية، وتذليل صعوبات الحياة اليومية.
لكن في معظم أجهزة السمع التقليدية، يوجد مكبر الصوت داخل قناة أذن من يرتديه، مما ينتج عن ذلك تشوهات صوتية يمكن أن تضعف جودة الصوت، إذ يوضع الميكروفون خلف الأذن حيث يكون عرضة لتداخل الضوضاء مثل الرياح.
في المقابل تعمل العدسات السمعية المبتكرة، على تضخيم الصوت في نطاق تردد 80 هرتز إلى 12 كيلو هرتز، وهي القدرة التي لا تستطيع الأنظمة التقليدية الوصول إليها.
وتتكون من ثلاثة مكونات: العدسة اللاصقة السمعية، ووحدة القناة السمعية ووحدة خلف الأذن، فيما تظل العدسة اللاصقة السمعية ووحدة القناة السمعية بشكل آمن داخل القناة السمعية.
وتعمل العدسة اللاصقة السمعية الجديدة، بوضع مكبر الصوت على طبلة الأذن مباشرةً، ومن ثم ينقل الاهتزازات من دون نقل الضوضاء، حيث ينتقل الصوت من خلال التحفيز الميكانيكي المباشر للأذن، مما يساعد على إعادة إنتاج عملية السمع الطبيعية بشكل فعال للغاية.
أداء استثنائي
الدكتور دومينيك كالتينباتشر الرئيس التنفيذي لشركة “فيبروسونيك” يشرح آلية عمل العدسات السمعية اللاصقة، إذ يقول: “نظرًا للاختلافات في شكل كل طبلة أذن، يتم تصنيع العدسات اللاصقة السمعية لكل مريض على حدة. في هذه العملية، يتم دمج مكبر صوت دقيق في قالب من السيليكون”.
ويتابع: “نظرًا لأن عدساتنا اللاصقة السمعية يتم ارتداؤها مباشرة على طبلة الأذن – تمامًا مثل العدسات اللاصقة على عينك – يمكن تضخيم النغمات المنخفضة جدًا والمرتفعة بشكل فعال للغاية، بينما تمنع العدسة الضوضاء المزعجة”.
“على سبيل المثال، تعتبر النغمات المنخفضة أمرًا بالغ الأهمية عند الاستماع إلى الموسيقى، لأنها تجعل الصوت أكثر ثراءً. أن القدرة على سماع النغمات العالية بشكل صحيح أمر مهم لفهم الكلام، حيث أن النغمات المشفرة تشكل شخصية الصوت”.
وبحسب كالتينباتشر تستخدم العدسات اللاصقة السمعية أول مكبر صوت لجهاز السمع في العالم تم تطويره وتصنيعه بالاعتماد على أساليب هندسة النظم الدقيقة، حيث يعتبر المشغل الموجود داخل المحرك أصغر ألف مرة من عرض شعرة الإنسان. وعلى الرغم من صغر حجمه، إلا أنه يقدم أداء سمعيًا استثنائيًا.
فيما أظهرت الدراسات الأولية على عدد قليل من المشاركين أن العدسة السمعية اللاصقة يمكنها تحسين تجربة السمع للأشخاص الذين يعانون من ضعف سمعي خفيف إلى متوسط، وتناسب المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا.
كما يمكن ارتداؤها في إحدى الأذنين أو كلتيهما، حسب درجة فقدان السمع، ومع ذلك، هناك خطط لتقليل حجم المكونات الحالية للسماعة المبتكرة، بحيث توضع داخل قناة الأذن، حتى لا تكون غير مرئية من الخارج.
تجدر الإشارة إلى أن شركة فيبروسونيك المطورة للسماعة اللاصقة تتبع عيادة الأنف والأذن والحنجرة التابعة لجامعة توبنغن ومعهد فراونهوفر لهندسة التصنيع والأتمتة IPA من خلال مجموعة مشاريعها للأتمتة في الطب والتكنولوجيا الحيوية.